قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) [2]
وفي الحديث ما رواه ابن عمر عن أم سلمة رضي الله عنهما ، قالت : " نهى رسول اللهe عن كل مسكر ومفـتِّر " .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مجيباً لمن سأله عن حكم تناول الحشيش : " هذه الحشيشة الصلبة حرام باتفاق المسلمين ، ومن استحل ذلك وزعم أنه حلال فإنه يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل مرتداً ، لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين " . [3]
يا شباب الأمة .. وجيل المستقبل :
هل من الحكمة والعقل أن نسعى بأنفسنا إلى تحطيم قوانا بالمخدرات والأسرة والوطن والمجتمع ينتظرون منكم الخدمة ؟ ؟. إن العقل هدية الله إلى عباده ، وإن الصحة والمال من نعم الله علينا ، فلا ينبغي لنا أن نضيعها .
و الشخص الذي يعرف واجبه نحو دينه ثم وطنه ونفسه وأهله ، ويفهم معنى الحياة وقيمة العمر ويعتز بكرامته يكون بمعزل من هذه السموم .. ولا يجعلها سبباً من أسباب كسبه .
آثار المخدرات :
إن أخطر أثر من آثار المخدرات هو ما يقع من المدمنين – هداهم الله – على غيرهم من الاعتداءات .ومن الآثار أيضاً :
2) ازدياد العلاقة بين تعاطي المخدرات وجريمة إزهاق الأرواح وجرائم هتك الأعراض .
3) نقص الشعور بالمسؤولية ، وانهيار الحياة الزوجية خاصة .
4) فساد الطبع والغرائز ومعاشرة السفهاء .
5) فقد الغيرة على العرض .
6) الاضطرابات العاطفية والعقلية والسلوكية .
الأسباب :
ووراء انتشار هذه الظاهرة عدة أسباب ، فأعداء الإسلام لم يكتفوا بمحاولات هدم الكيان الفكري للأمة الإسلامية ؛ ولكنهم يحاولون أيضاً هدم كيانها الجسدي عن طريق حقن وأقراص وأشكال أخرى مليئة بالسموم كالهيروين والأفيون والحشيش والقات وغيرها . فمن أهم الأسباب :
ب. عدم احتواء البرنامج اليومي على الأنشطة الصحية والنفسية والاجتماعية مما يؤدي إلى زيادة وقت الفراغ ، وفي الحديث الذي أخرجه البخاري " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ.
ج. انعدام الرقابة الأسرية والتوجيه للأبناء .
د. السفر إلى الخارج بقصد النزهة أو التعلم مع عدم الحذر من مغبة الوقوع في شراك الدعاية السوداء التي تخض على تعاطي المخدرات .
ه. حب الظهور والميل إلى تقليد الرجال .
و. شغل أوقات الفراغ بمجاراة أصدقاء السوء .
ز. المعالجة لبعض الأمراض دون استشارة الطبيب المختص .
وتذكر أخي الشاب :
إن إصرارك على الاستمرار في تعاطي هذه السموم سوف يزيد من تعاستك ويضاعف من مشاكلك الاجتماعية ،وبدلاً من أن تكون شاباً منتجاً تصبح شخصاً مشكلاً وضاراً لمجتمعك وعالة عليه ، وبذلك تتعطل خطة التنمية التي تعتمد بشكل رئيسي على العنصر البشري .
الوقاية خير من قنطار علاج :
إن تقوية الإيمان في نفس المسلم هو السبيل الأمثل والطريق ؛ لتحصينه من الوقوع في شراك المخدرات والمسكرات ، فلو تمسك المسلم الشاب القوي بدينه وقوى إيمانه بالله لما أقدم على ارتكاب هذه المعصية مهما كانت الظروف ، ومهما واجهته من مشاكل الحياة ففي الإسلام الدواء الناجع لكل مشكلة والشفاء من كل داء !!
ما دورنا .. وماذا يجب علينا ؟.
ونستنتج مما سبق أن الأسرة والأصدقاء والمدرسة والجامعة والإعلام ومراكز الدعوة والإرشاد والجهات الأمنية والصحية والاجتماعية لها دورها وكيانها في التأثير على الأفراد والمجتمع .
فالمدرسة والجامعة يمكنها أن تؤدي دوراً بارزاً بالتعاون مع الأسرة والمجتمع في معالجة مثل هذه المشاكل الاجتماعية ، بل يمكن أن تساهم دور التعليم في علاج ما تعجز الأسرة عن علاجه مثل مشاكل التدخين أو تعاطي المخدرات أو الانحرافات السلوكية الأخرى .. ومراقبة الطلاب مراقبة دقيقة حتى يتسنى من خلال ملاحظات المشرفين الاجتماعيين معالجة ما قد يبدر من أحدهم من ممارسات أخلاقية شاذة قد يكون من بينها تزويد زملائه ببعض أنواع المخدرات .
ويأتي دور الإعلام ومراكز الدعوة والإرشاد والجهات الأمنية بالمملكة في تكثيف البرامج والمحاضرات والندوات الدينية في معالجة الأمور الاجتماعية الملحة مثل : أضرار المخدرات ، والأمراض الجنسية وغيرها من الموبقات .. والحث على الزواج وتسهيله .. وتنظيم عملية سفر الشباب للخارج .. والحد من العمالة الأجنبية غير المسلمة في المنازل .. وملاحقة المهربين والتجار والمروجين والقبض عليهم وتطهير المجتمع من شرورهم .. ومراقبة كافة المواد التجارية الواردة إلى البلد .. وفرض رقابة شديدة على الأماكن المتوقع وصول المخدرات منها وإليها .. وقد خصصت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات الهاتف رقم 995 في كافة أنحاء المملكة لتلقي البلاغات عن مهربي ومروجي ومتعاطي المخدرات وذلك على مدار 24 ساعة ، ونحن على ثقة تامة في تعاون المواطن والمقيم في القبض على هؤلاء .
ولو قام أي شخص بزيارة أحد مستشفيات الأمل التي تعالج المدمنين لشاهد وسمع العجب العجاب عن الحالات والمشاكل المرعبة التي مر بها المدمنون ، والتي تكون من أقوى الدروس والعبر التي يشاهدها الإنسان في حياته .
وفي الختام فإني أضع هذه الكلمات ليقرأ كل من تصل إليه هذه الكلمات ويتدبر ويستعيذ بالله من شرور المسكرات موطداً عزمه على الثبات على طريق الاستقامة والصلاح ، مطيعاً ربه عز وجل ، مقتدياً بنبيه صلى الله عليه وسلم ..
نسأل الله أن يجنبنا المسكرات ، ويحمينا من المخدرات ، ويحفظنا من المهلكات .. ونسأله سبحانه أن يحمي بلادنا العزيزة حكومة خادم الحرمين الشريفين من هذه الشرور ، ويجنب شبابنا من الانزلاق في المتاهات التي تؤدي إلى فساد عقيدتهم ومرض عقلهم وجسمهم .. هذا وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ..
كتبه
العميد متقاعد.د / محمد بن علي البنيان
08-03-2015 |
(غير مسجل) |
عيد ابو علام |
|
18-04-2010 |
(غير مسجل) |
صالح |
|
النافذة السابق فضل اللغة العربية لغة القرآن الكريم | النوافذ المتشابهة | النافذة التالي المخدرات .. داء العصر |